الثلاثاء، 19 فبراير 2013

ترياق القلوب البائسة

،، ترياق القلوب البائسة،،

لم يمضي من ألمي.. غيرَ نفحةِ الحزنِ المُقيمة،
غيرَ صوتِ الذلّ الذي اعْتصرني، وهمُّ الشئ الذي تعاقب على خفقات الروح،
وروحُ الأماني التي ذبلت من تلقاء نفسها، حتى لم يعد شيٌ من الغمُّ إلّا وتجرعت كاسه، فكان علقما أُسايره؛ لأجل جروحٍ تغارُ من مدامعي، فَأَهيم معها أُسَامرُ جنونها وغضبها..
"فتصفعني"
وتلقي بي بعيدا،، بعيدا،، حيثُ الطُرقات الوعرة، والأزقة الضيّقة، وهواجيس اللقاء الأخير، وتباريح المدامع ، وما تبقّى من أسئلة حكاها مبسمٌ أراد أن يعيش بينه وبين ذاته، فَالْتَقَمه الحظّ السّيئ، فكان حليفه، وأنيسه.
فأمست رحلةُ بَحْثِهِ.. تدور في حلقة مغلقة، كلّما انْتَهى.. بدأ من جديد، بِأيِّ حيلةٍ يقاوم عجزه وضعفة، وأمانيه كَمِجْدافٍ أَقلّهُ نَاحيةً من البحر، ثمّ غَلَبتْه الأمواجُ فَقَذفت به، فَبقِيَ يُصَارِعُها، تقذف به هنا وهناك، يصرخ.. يئنّ.. يقاوم..
وماذا بقي له؟!
وقد أخذ الزمن كل ما يملك.. طموحه.. مستقبله..
وسلب ماضيه بضحكة صفراء...
"لم يعد يحتمل"..
وهل ترك له الدهر قرارا؟!
هاهو على مشارف الجرف الأخير، بين لحظات الوداع وما تبقى من ليله، التفت التفاتة إلى السماء.
امتد بصره ناحية الأفق، هناك حيث الحاجات تُقضى وحيث الليل الطويل ينجلي والأماني القاصرة تستمد قوتها، ومعطف النقاء يكسوا أفئدةً حفّ راحتيها قسوة الشتاء.
آآآه كم غفلت عنك، والمدامع تنهمر كأن ذرات المطر تنسكب على صفاة فتغسل ما علق فيها من درن السنين الماضية، لتعود نقية، بعد أن ظل بها الوقت تصارع تضاريس الحياة وعوامل التعرية التي أثرت على بعض ملامحها، لتمضي مسيرة أخرى يتعلق بها الإنسان بفطرته السوية فيمد كفيه،، ويدعوا يارب.. يارب..

محبكم "إبحار اليراع""

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق