* الطُّهر الذي رحل
------------------
والدمع البادي على الخدّ.. والحزن الذي ليس له مدّ..
وهذا الصّدى.. يَعبرُ.. يشقّ المدى..
الألم يكتنفنا.. يَعْصرُ بنا..
يَلْثُم آخر فَرَحٍ نحمله..
كأنّ ذكريات الطفولة بين ضِحْكَاتها وقُبَلِها - التي تُلبسنا ثياب العافية- .. باتتْ أمانيّ.
كأنّ الكون لم يكنْ إلّا عبيرًا من وُجُودها.. رُوحًا نَفَثتْهُ على أجْسَادِنا.. سَامَرتْنَا تِلْك الأحداثُ طَوْرًا.. كَبِرْنَا مَعَهُ، حتّى أبصرنا تلك العصى التي تَتّكئ عليها، ماعادت تحملها.. كَبِرْنَا معه وصوت الدعاء الذي كان يملأ المكان ماعدنا نسمع غير أنينه..
كَبِرْنَا معه وتلك الأشعار والأناشيد باتت سوءات الزمن تفتت آخر كلماته..
كَبِرْنَا معه ولم تَشِبْ فِيهَا عَزائِمُهما.. تَصُدُّ عن كل لحظة عجْزٍ.. كأن الكبرياء الذي بداخلها لايعرف المشيب.. يأبى إلا أن يصمد.. لايحتمل نظرة الشفقة، تئنِّ ألف مرةٍ، لكن بصمت..
(( بدأت خياناتُ الجسد.. وفي العينين قد سكن الرمد ))
جداتنا ذلك اللّحاف الوثير.. الذي نلتجأ إليه؛ لنجدد شبابنا.. نستمد منه قوتنا .. تُدَفِأنا ابتهالاتهنّ لتكون وقودنا، في حياةٍ لم نشاهد منها غير البؤس، واليأس، والصراعات، والنزاعات، وحربٌ هنا، وقتلى هناك، ورحلة العملِ التي تصيبنا بالملل، وتُحَدِّدُ مسيرة حياتنا بروتين مُملّ..
لنقذف بأنسفنا هلكى.. صرعى.. إلى جنتهنّ التي تحفِها الملائكة..
هنّ الرضى، والرحمة، واللحظة التي تجتمع فيها الكلمة الطيبة، والدعوة الصادقة..
هنّ البلسم، والذكرى التي كلما استلهمناها.. أمست تُقطِّع القلب وتُمزِّق أشلائه.. وتُوسِمُ على رُسُومِنا بُقعةً سوداء..
أذكر ذات مساء.. بعد أن خرجت جدتي من عمليةٍ جراحية، وكنّا أطفالا.. تسبقنا أحلامنا.. نُشاهد آثار العملية في ملامحها.. وهي تُحدثنا بتفاصيلها وآلامها.. وتَكْبرُ في أَعْينِنَا شِدّةُ بأسها وصبرها.. وعن طبيبها وتشكره وتذكره بكل خير.. ثم بدا لها.. بعد أن لمَحت في أبصارنا تِيهًا عابرًا.. بَاغَتَتْنَا بسؤالٍ يَشْتّلُ عزائمنا.. يُوقِضُنا..
من يريد أن يُصبح طبيبًا مثله؟!..
أذكر أنني تعجَّلْتُ الإجابة.. لا أدري لماذا؟؟ قلت: أنا..
كان هذا جوابي وقدري من حينها..
كَبرت الأحلام.. ولازلت أذكر السَّفْرة الأخيرة عندما زُرتها.. لم أكن أحمل غير قلبي وقتها.. لا أدري لماذا!! لكن شعوري مُخْتَلط.. وأنا أرى ألمها وأُحدِّث نفسي حينها.. ربما تكون الرحلة الأخيره... وقد كانت..
اللهم اغفر لها وارحمها وأسكنها جنتك يا رب..
------------------
والدمع البادي على الخدّ.. والحزن الذي ليس له مدّ..
وهذا الصّدى.. يَعبرُ.. يشقّ المدى..
الألم يكتنفنا.. يَعْصرُ بنا..
يَلْثُم آخر فَرَحٍ نحمله..
كأنّ ذكريات الطفولة بين ضِحْكَاتها وقُبَلِها - التي تُلبسنا ثياب العافية- .. باتتْ أمانيّ.
كأنّ الكون لم يكنْ إلّا عبيرًا من وُجُودها.. رُوحًا نَفَثتْهُ على أجْسَادِنا.. سَامَرتْنَا تِلْك الأحداثُ طَوْرًا.. كَبِرْنَا مَعَهُ، حتّى أبصرنا تلك العصى التي تَتّكئ عليها، ماعادت تحملها.. كَبِرْنَا معه وصوت الدعاء الذي كان يملأ المكان ماعدنا نسمع غير أنينه..
كَبِرْنَا معه وتلك الأشعار والأناشيد باتت سوءات الزمن تفتت آخر كلماته..
كَبِرْنَا معه ولم تَشِبْ فِيهَا عَزائِمُهما.. تَصُدُّ عن كل لحظة عجْزٍ.. كأن الكبرياء الذي بداخلها لايعرف المشيب.. يأبى إلا أن يصمد.. لايحتمل نظرة الشفقة، تئنِّ ألف مرةٍ، لكن بصمت..
(( بدأت خياناتُ الجسد.. وفي العينين قد سكن الرمد ))
جداتنا ذلك اللّحاف الوثير.. الذي نلتجأ إليه؛ لنجدد شبابنا.. نستمد منه قوتنا .. تُدَفِأنا ابتهالاتهنّ لتكون وقودنا، في حياةٍ لم نشاهد منها غير البؤس، واليأس، والصراعات، والنزاعات، وحربٌ هنا، وقتلى هناك، ورحلة العملِ التي تصيبنا بالملل، وتُحَدِّدُ مسيرة حياتنا بروتين مُملّ..
لنقذف بأنسفنا هلكى.. صرعى.. إلى جنتهنّ التي تحفِها الملائكة..
هنّ الرضى، والرحمة، واللحظة التي تجتمع فيها الكلمة الطيبة، والدعوة الصادقة..
هنّ البلسم، والذكرى التي كلما استلهمناها.. أمست تُقطِّع القلب وتُمزِّق أشلائه.. وتُوسِمُ على رُسُومِنا بُقعةً سوداء..
أذكر ذات مساء.. بعد أن خرجت جدتي من عمليةٍ جراحية، وكنّا أطفالا.. تسبقنا أحلامنا.. نُشاهد آثار العملية في ملامحها.. وهي تُحدثنا بتفاصيلها وآلامها.. وتَكْبرُ في أَعْينِنَا شِدّةُ بأسها وصبرها.. وعن طبيبها وتشكره وتذكره بكل خير.. ثم بدا لها.. بعد أن لمَحت في أبصارنا تِيهًا عابرًا.. بَاغَتَتْنَا بسؤالٍ يَشْتّلُ عزائمنا.. يُوقِضُنا..
من يريد أن يُصبح طبيبًا مثله؟!..
أذكر أنني تعجَّلْتُ الإجابة.. لا أدري لماذا؟؟ قلت: أنا..
كان هذا جوابي وقدري من حينها..
كَبرت الأحلام.. ولازلت أذكر السَّفْرة الأخيرة عندما زُرتها.. لم أكن أحمل غير قلبي وقتها.. لا أدري لماذا!! لكن شعوري مُخْتَلط.. وأنا أرى ألمها وأُحدِّث نفسي حينها.. ربما تكون الرحلة الأخيره... وقد كانت..
اللهم اغفر لها وارحمها وأسكنها جنتك يا رب..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق