الأحد، 10 أبريل 2016

فجر الشام

سيأتي فجرك يا شام ينفض هالاتٍ خَطَت فوق بسمة الصبي، وانحناءات العجوز، ودمعة الشرف، وثكلى صكّت بابها تتقي جور الزمان وظلم الجبان، وشيخ نغمته البكاء،، وصوت الدعاء،، يشق السماء إلى ملكٍ قدير.

سيأتي فجرك يا شام وتذكرين أن رجالا ليسوا بالرجال، كانو يقولون ولايفعلون، ستنظرين إلينا وأعيننا تطرق خجلا أن تراك، وتغضين طرفك،، وقبل الرحيل تلتفتين ،، 
كان الوقت أقوى من عزائمنا التي كفنها 
الوهن، وأذاقها خمرة الجلاد رائحة العفن، ستلمحين في التفاتتنا صورة من السراب الذي ركضنا خلفه، إلى نغمة الساقية وضحكة الغنوج وطبطات الليل، ستعذرين قلوبنا لأنها استساغت صورتك الجريحة ونحن نتأملك ويدنا الأخرى تمازج الكأس بالحب والحنين. 

سيأتي فجرك ياا شام وأنت ترفلين بثيابك مخضبة بزعفران الشهيد، وجلجلة قصيدتك، وترنيم بطولتك، وهتافك الأول والأخير، يالله مالنا غيرك يالله. 

سيأتي فجرك يا شاام وفي طرقاتك إبااء الأنقياء، وتقاسيم الأبرياء، وعلى شرفاتك هديل الحماام يتهادى لحنه بين أُنسٍ وأنين، وبين الركاام نامت فتاة بحضن أمها نومةً أخيرة. 

سيأتي فجرك يا شام وفوق جبالك ذاك الشمووخ أطلق الروح وهتف باسم الله ،، الله أكبر الله أكبر، وصرخة الحق تُسمِع وتُبصِر، وليل الظالمين تولى وأدبر، ونداءه وحداءه،، الله أكبر الله أكبر، أيها الموت أقبل أيها الموت أقبل، وابتسامة الزفرة الأخيرة  تشع من ذلك الجبين، لتدل الحائرين، وكل عقل سجين، هنا،، ومن هنا يأتي نصر المسلمين.


سيأتي فجرك ياا شام وقد أزحت الغمام عن دعاة السلام، وأبطال القتال، تجردين افتراءات رواياتهم، وكأننا لم نعش يوما وهمها، ستسكبين الزيت ع صراخ القريب فتحترق شعارات تدثرنا من ذلنا بها. 

سيأتي فجرك يا شاام وكل حقيقة سنكذبها وتبقى حقيقة واحدة،،
"ألا إن نصر الله قريب"

مبادئ ٢

مبادئ "٢"

...................................
ستحكي الايام.. ياولدي،،
 ستقول لك
أنّ أُنَاسًا.. باعوا معصم القلب
وشروا معصم اليد
ستشاهدهم حولك
يلتفتون إليك
وبين يديك،،
يُقدمون القرباان،،
سترى لوحة الماضي وقد وأَدتْها رمالٌ ومالٌ
وتَسَتّرَ الضميرُ بين الركام
واسْتَشْرت لغة الجسد
ومضت رحلة الأيام
لا طريق غير هذا الطريق
وكل ما عدااه صورة منسية
إلى سرااب
ستمر الأيام
وتقول لك
إن صوتك المبحوح طويل المدى
وأن الحق الذي يملأك يمد الأمل إلى المنتهى
والحب الذي يسكنك شعاعٌ ينير النهاية
ويخط فصول البداية
لتستمر الحكاية
لتستمر الحكاية

مبادئ

مبادئ "١"
........................
الأسْدُ قليلٌ يَا وَلدِي

والدّهْرُ سِجَالْ

إنْ سَاءَكَ زَمنٌ، تَسُرّكَ أَزْمَانْ

صَاحِبُ الدُّكان

هَمُّهُ جَمْعُ الأَثْمَان

وأَنْتَ تُخَالِطُهُ

وتَتَودّد بِصمْتٍ لَهُ

وَتَظنُّ ذَكَائَك غَلبَهُ

لَكنّ الخِنْجَر ذُو حَدَّانْ

وَالصّمْتُ جَبَان

وَطرِيقُ العَوْدَةِ مَشْبُوهٌ

وَرَسْمٌ عَلَى الجُدْرَان

الأسْدُ قليلٌ يَا وَلدِي

والدّهْرُ سِجَالْ

يَعِيشُ الحُزْنُ بِقَلْبِكَ

يُسَامِرُكَ

يَقْتُلُكَ

يَدْعُوكَ لِفِعْلِ الجُرْمِ

فَتَنْهَرُهُ

خُطْوَةٌ نَحْوَ الأمَامْ

مُدَّ الكَفَّ

وَاخْلَعْ رِدَائَكَ

صَافِحْ يَدًا طَعَنَتْكَ

سِيَاسَة

وَرَسْمُ بَيَان

وَخِيَانَةٌ عُظْمَى

بِنَكْهَةِ الرُّمان

سَيَنْسَاكَ الغَدْرُ يَومًا

وذُو السُّلْطَان

لَكِنَّ التَّارِيخَ لَهُ عَيْنَان

سَيَذْكُركَ يَا وَلَدِي

فَلَا تَكُنْ خَوَّانْ

غربةُ ألم

أيُّ غربةٍ يا إسلام، ولحني لم أعد أملكه، وصوتي تَخالَط دمعه وأنينه، مالت أغصان التّيه تذرُّ شيئًا من ضياع، تسقيني الحزن، وكأن ألمي أهزوجتي المفضلة.

أي غربةً يا إسلام؟! ودمعي ينساب بين الكروم، ومِدَاد حزني دمٌ يباعده حرف. 
أيا حبا غرزت به صميم الروح، وسطرا نسجته في ملامحي واتجاهي.

أشتاق لرؤيتك بزهو يعلو كل شموخ، أتوق لرؤية ضياءك بين الأماني يشع ويضيء ظلام الحزن الطويل.

أفديك بكل ما فيَّ وما لديَّ، أفديك وأنا أعلم أن صورتك البهية.. جمالها من تباشير النصر على محياك، من صمود الكبرياء، من دم الأوفياء، ومن نشيج الأنقياء.

إلى ذلك اليوم..

عن فجر #الإسلام الذي سينطق به الدهر يوما:

إلى ذلك اليوم،،
حتى تأتي
أمد الأملَ،،
 يعبر الأنفاس،،
يَرْوَي اليَبَاس،،
ويسْرِي،، 
تسبقني أحلامي 
ويخطفها نزف آلامي 
ومَبْسمي الدامي 
يَشبُّ النار في أحشائي 
يلثمُ ثغر أيقونة 
يومًا كانت،، 
فتيل بركاني 
سأبكي 
يُكَفكف اليأس 
بعض أحجيتي
وتبقى ثورة العز 
في أعماق.. أعماقي 
إلى ذلك اليوم 
حتى تأتي 
ورب الكون
ستأتي،،
---------------------

سكرة

لذلك الصوت الذي يسري في أعماقي،،
في سكون الحب وسكرته،،
ورحلة الأنس البعيدة،، 
أنت مني كفقدان الزفرة الأخيرة،،
وتيه الحياة بدون بوصلة إطلالتك،، 
كلماتي،، بين وصلك،، وحبلك الممتد على دروبي.. 
لست شيئا عابرا بداخلي.. 
أو كيانا تعبث به الريح ساعة من ليل،، 
أنت حكايتي التي أبدأ بها 
وصمتي الذي أنطق به 
أنت مداد آهاتي وأتراحي
وأفراحي 
وبعد الكلمات
أنت شهقة الروح،،
 ومقلة العين 
وهذا الأمل الذي يسمو بك
ويعزف ألحانه على مسمعك 
وينحت الحرف بدم القلب
لتبقى خالدة

يسألني عن الطب؟!

  “يسألني عن الطب؟!”


سألني عن الطب؟! فماذا أجيبه.. وعن أي شيءٍ أُحدّثه.. وهل الطب من نافلة القول؟؟؛ حتى يكون الحديث عنه عابرا؟!.. لست أدري!! بماذا أبدأ؟؟ .. وماذا أقول؟!

هل أُحدّثه عن الدمعة والعبرة؟!.. عن امتزاج الرغبة والرهبة.. عن الآلام والآمال.. عن سفرٍ بلا عودة.. عن موجٍ يُغْرِقُكَ وتَرْكبه.. عن حلمٍ يتبخر.. ورحلةٍ تتعثر..

 أم أحدثه عن الأماني والمعاني.. والشموخ والطموح.. عن قافلة الأخيار ومركب الأبرار..
 وسياحة الأفكار.. عن الخيل التي يشق صهيلها المدى.. وتعتلي هامتها متجاوزة كل العقبات والحواجز.

ماذا أقول له؟! وهذا الطب بحرٌ بلا ساحل.. زاده من سهر الليالي.. ومجالدة الأيام.. حكايةٌ مختلفة،، أحداثها من تماثيل البشر.. ومواقف الحياة والعبر.. ممتدة.. عابرة .. سائحةٌ في الوجود.. وكلُّ شخصٍ   نال نصيبه منها.. على قدر ما بذل من أجلها؛ لأنها كنزٌ ثمين.. وغايةٌ نبيلة.. ومقصدٌ لا كالمقاصد.. الطب يا سادة: حياة الأبدان.. ونُبْل الوجدان.. ونيل شرف الدنيا والآخرة..

أحدثه عن المشاهد والصور.. لم تنسجها خيالات.. ولم ترسمها ريشة فنان.. اقتطعت عجلة الزمان.. لتحدث عن ذاتها، تروي تفاصيل التفاصيل بصمت.. تمر كطيفٍ عابر أو موجٍ هادر.. تحفر في الذاكرة آثرا لاينتهي..

الحديث عن الطب يأخذك إلى أبعادٍ مختلفة، تلك الدروس تمر.. لتخبرك عن تضحيات الآباء لأبنائهم.. كيف تمتلكه لحظة الضعف وهو يرى فلذة كبده على سرير المرض.. تدفعه شفقة الأبوة لبذل أي شيء.. وكل شيء.. لتجد على السرير الآخر عجوزٌ تجاوز السبعين من عمره.. يصارع آلامه بينه وبين ذاته.. بجانبه شابٌ خطت ملامح الفتوة وجهه … يُراقب والده بقلق.. يغفوا ثم يصحوا.. يتأمله.. وكأن عجلة الحياة تمر أمامك بتفاصيل تأسرك..

عن ماذا أحدثه؟؟ وحلقة الحياة تختصرها تلك المشاهد.. لتعلم أن الحياة أقصر من أن نؤمل منها الكثير.. وأن الوفاء جِـبِلةٌ يُعكر صفوها حالة عقوقٍ هنا وهناك.. تؤلمك؛ لكنها تُبيّن لك كم في هذه الدنيا أشخاصٌ لايستحقون الحياة..

الطب سؤال الوجود.. إجابته بين ثنايا ضعف هذا الكائن المتغطرس.. وكأن كل جولة على مريض تتحسس بها تاج الصحة على رأسك.. تراه في وهن المريض وعيناه الذابلتان.. تبعث إليك برسائل عاجلة.. مفادها.. “ما غرك بربك الكريم”